تركيا تطلب الانضمام إلي بريكس
تركيا تطلب الانضمام إلي بريكس

تركيا بين الشرق والغرب: خطوة نحو بريكس أم قفزة في المجهول؟

ماذا حدث؟

تركيا قدمت طلبًا رسميًا للانضمام إلى مجموعة بريكس، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز موقعها الجيوسياسي والاقتصادي بعيدًا عن الهيمنة الغربية. تركيا تسعى لاستغلال هذا التحالف الجديد لتعزيز تجارتها واستثماراتها مع الدول الأعضاء، خاصة الصين وروسيا.


الصورة الكبيرة

انضمام تركيا إلى بريكس يحمل وعودًا بتوسيع أسواق التصدير التركية وتخفيف اعتمادها الاقتصادي على أوروبا والولايات المتحدة. الشراكة مع الصين وروسيا يمكن أن تجلب استثمارات كبيرة في قطاعات البنية التحتية والتكنولوجيا، مما قد يؤدي إلى نمو اقتصادي متسارع. ومع ذلك، هناك مخاوف من أن هذا التحول قد يزيد من تقلبات الأسواق التركية نتيجة الابتعاد عن الحلفاء الغربيين التقليديين.

التجارة: تاريخيًا، ساهمت العضوية في بريكس بزيادة كبيرة في التجارة بين الأعضاء، كما حدث مع جنوب أفريقيا التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في حجم تجارتها بعد الانضمام. تركيا قد تشهد زيادة مشابهة في صادراتها إلى دول بريكس، مما يعزز نمو القطاعات الصناعية وحتى التكنولوجية.

الاستثمار: قد يؤدي انضمام تركيا إلى بريكس إلى جذب استثمارات من الصين وروسيا، خاصة في قطاعي البنية التحتية والدفاع. هذا يمكن أن يعزز من قدرات تركيا التكنولوجية والعسكرية، مع توفير فرص عمل جديدة.


الرابحون والخاسرون

الرابحون:

  • قطاع التصدير: يمكن للشركات التركية العاملة في قطاع التصدير أن تستفيد من زيادة الطلب من دول بريكس، خاصة في مجالات الصناعات التحويلية والتكنولوجيا.
  • قطاع البنية التحتية: الشركات العاملة في البنية التحتية قد تحصل على عقود جديدة بفضل الاستثمارات الصينية والروسية.
  • التكنولوجيا والدفاع: شركات الدفاع والتكنولوجيا التركية قد تشهد نموًا كبيرًا بفضل التعاون مع الصين وروسيا في تطوير مشاريع مشتركة.

الخاسرون:

  • المستثمرون الغربيون: قد يتعرض المستثمرون الغربيون لمخاطر أعلى بسبب التقلبات المحتملة في السوق التركي نتيجة الابتعاد عن الغرب.
  • العملات والأسواق المالية: زيادة التقلبات في الليرة التركية والأسواق المالية قد تضر بالمستثمرين المحليين والدوليين الذين يعتمدون على استقرار السوق.

ولكن

هناك عدة عوامل قد تعرقل الفوائد المحتملة من انضمام تركيا إلى بريكس. أولًا، قد يؤدي اعتماد تركيا المتزايد على الصين وروسيا إلى تعريضها لضغوط سياسية واقتصادية من هذه الدول. ثانيًا، قد تكون بريكس غير قادرة على تقديم الدعم الاقتصادي الفعّال الذي تحتاجه تركيا لتحقيق نمو طويل الأمد، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدول الأعضاء نفسها.


ما القادم؟

المرحلة القادمة ستشهد متابعة دقيقة لتطورات العلاقات بين تركيا ودول بريكس، وخاصة في مجالات التجارة والاستثمار. بالإضافة إلى ذلك، ستراقب الأسواق ردود فعل المستثمرين على هذا التحول الجيوسياسي، مما قد يؤثر على قرارات الاستثمار والتداول في السوق التركي. تركيا ستسعى لتعظيم الفوائد من هذه العلاقات الجديدة، مع الحفاظ على توازن دقيق بين الشرق والغرب لضمان استقرارها الاقتصادي والسياسي.