تفاهم خليجي أميركي حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
تفاهم خليجي أميركي حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

تفاهم خليجي أميركي حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

ماذا حدث؟

وافقت الولايات المتحدة على السماح لإنفيديا بيع رقائق متقدمة لشركة G42 الإماراتية، وهي إحدى الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في المنطقة. تعتبر هذه الصفقة إنجازًا كبيرًا لطموحات الإمارات في أن تصبح مركزًا عالميًا لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. في الوقت نفسه، تسعى المملكة العربية السعودية للحصول على رقائق مماثلة، وتوقعت الوصول إليها خلال العام المقبل.


لماذا هذا مهم؟

  • تعزيز التنافسية الإقليمية في التكنولوجيا: الإمارات والسعودية تعملان على تعزيز مكانتيهما في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال الحصول على هذه الرقائق المتقدمة. رقائق نفيديا H100 تُستخدم لتشغيل النماذج المتقدمة من الذكاء الاصطناعي، مثل نماذج ChatGPT، مما سيمنح دول الخليج ميزة تنافسية في تطوير حلول ذكاء اصطناعي عالية الكفاءة. الإمارات كانت من أوائل الدول التي تسعى لتطوير مراكز بيانات متقدمة من خلال شراكات قوية مع شركات مثل مايكروسوفت، والتي استثمرت 1.5 مليار دولار في G42 لدعم جهودها التكنولوجية.
  • المخاوف من الصين: بالنظر إلى المخاوف الأمريكية بشأن تسريب التكنولوجيا إلى الصين، خصوصًا مع العلاقات الاقتصادية القوية بين دول الخليج والصين، قامت الإمارات بتأمين بنيتها التحتية ضد الاختراقات الصينية. جرى إزالة أي مكونات صينية من مراكز البيانات الإماراتية، وتم تعيين مقاولين أمريكيين لفحص وتأمين الأنظمة ضد التهديدات المحتملة. هذه الخطوة كانت ضرورية لتأمين موافقة الولايات المتحدة على بيع الرقائق المتقدمة.

ما وراء العنوان

  • السياق الإقليمي والعالمي: المنافسة العالمية على التكنولوجيا المتقدمة، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، أصبحت حادة. نفيديا، التي تمتلك حصة 80% من سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، تجد نفسها في قلب هذه المنافسة، حيث تسعى دول مثل الإمارات والسعودية إلى الحصول على حصة من هذه التكنولوجيا التي تراهن عليها أكبر اقتصادين بالمنطقة في جهود تنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط.  مع تزايد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، تسعى واشنطن لتعزيز علاقتها مع دول الخليج كشركاء موثوقين في هذا المجال، مما يمنحهم وصولاً أفضل إلى التكنولوجيا المتقدمة التي تحظر على دول مثل الصين.
  • تأثير الشراكات الدولية: الإمارات كانت من أولى الدول في المنطقة التي أدركت أهمية الشراكات مع الشركات التكنولوجية العالمية، مثل شراكتها مع مايكروسوفت. هذه الشراكة تتجاوز مجرد الاستثمار المالي؛ فهي تشمل تعزيز القدرات التكنولوجية المحلية وتطوير نماذج ذكاء اصطناعي مخصصة للقطاعات الحكومية والعامة. كما تشمل التعاون على إنشاء مراكز بيانات تعتمد على تقنيات الأمان العالية، ما يعزز من استدامة هذه الشراكة.

التأثيرات المحتملة

  • نمو الاقتصادات الخليجية: من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في نمو الاقتصادات الخليجية خلال السنوات المقبلة. السعودية على سبيل المثال، تهدف إلى أن يشكل الذكاء الاصطناعي 12% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة الطموحة لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على النفط. هذه الرقائق المتقدمة ستساعد في تحقيق تلك الرؤية من خلال تمكين القطاعات المختلفة، مثل الرعاية الصحية، التعليم، والخدمات المالية.
  • تعزيز التعاون الدولي: الإمارات والسعودية تعملان بجد على تلبية المتطلبات الأمريكية الصارمة في مجال الأمن السيبراني، مما يعزز من علاقاتهما مع الولايات المتحدة. لكن من جهة أخرى، هناك تحديات قد تنشأ في المستقبل إذا حاولت دول الخليج الحفاظ على علاقاتها مع الصين في ظل استمرار القيود الأمريكية على التصدير إلى بكين. ومع ذلك، يبدو أن دول الخليج قادرة على التوازن بين تلك العلاقات المتشابكة بفضل سياساتها المرنة والتعاون المتزايد مع الولايات المتحدة.

ما القادم؟

في المستقبل القريب، من المتوقع أن تشهد دول الخليج المزيد من الاستثمارات في مجال التكنولوجيا، خاصة مع تزايد الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي عالميًا. الإمارات والسعودية ستستمران في تطوير بنيتهما التحتية الرقمية بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية مثل مايكروسوفت وإنفيديا.