سعر الذهب تحليل وتوقعات
سعر الذهب تحليل وتوقعات

سبتمبر والذهب: تحليل للاتجاهات التاريخية وتوقعات المستقبل

ماذا حدث؟

في عام 2024، شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً غير مسبوق، متجاوزة حاجز 2500 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى على الإطلاق. هذا الارتفاع جاء نتيجة عدة عوامل، أبرزها التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وزيادة الطلب من البنوك المركزية، بالإضافة إلى ضعف الدولار الأمريكي. ومع دخول شهر سبتمبر، الذي يُعرف تاريخياً بأنه سلبي لأداء الذهب، تثار التساؤلات حول ما إذا كان هذا الاتجاه الصعودي سيستمر أم سيشهد الذهب انخفاضاً تقليدياً في هذا الشهر.

الصورة الكبيرة

منذ عام 2017، شهد شهر سبتمبر انخفاضاً في أسعار الذهب بمتوسط 3.2%، مما يجعله أسوأ شهر في السنة بالنسبة لأداء المعدن الثمين. هذا الانخفاض يحدث على الرغم من الأداء القوي للذهب في الأشهر السابقة، والظاهرة لا تقتصر على الذهب حيث شهد مؤشر S&P 500 في الولايات المتحدة عادةً انخفاضاً يزيد عن 1.5% في شهر سبتمبر، مما يجعله شهراً صعباً أيضاً للأسواق المالية الأخرى.

الرابحون والخاسرون

  • الرابحون:
    • الدولار الأمريكي: يعتبر شهر سبتمبر تقليدياً أقوى شهر للدولار، مما يعزز من جاذبية الأصول المقومة بالدولار ويزيد من قيمتها.
    • سندات الخزانة الأمريكية: مع تزايد العوائد على السندات وارتفاع الثقة في الاقتصاد الأمريكي، قد يتحول المستثمرون إلى السندات على حساب الذهب.
    • قطاع التكنولوجيا: مع انخفاض أسعار الذهب، يمكن أن ينتقل رأس المال إلى القطاعات الأخرى مرتفعة المخاطر مثل التكنولوجيا التي تقدم فرصاً أكبر للنمو.
  • الخاسرون:
    • مستثمرو الذهب: من يمتلكون الذهب قد يتعرضون لخسائر إذا استمر السعر في الانخفاض، مما يؤدي إلى تآكل المكاسب التي حققوها في الأشهر السابقة.
    • شركات تعدين الذهب: هذه الشركات قد تواجه تحديات في الربحية إذا استمرت أسعار الذهب في الانخفاض، حيث تعتمد أرباحها بشكل كبير على أسعار المعدن.
    • عملات الأسواق الناشئة: انخفاض أسعار الذهب يمكن أن يؤثر سلباً على عملات الأسواق الناشئة التي تعتمد على الذهب كجزء من احتياطاتها.

ولكن

الجدير بالذكر أن هذا النمط الموسمي لانخفاض الذهب في سبتمبر هو ظاهرة بدأت فقط منذ عام 2017. قبل ذلك، كان أداء الذهب في هذا الشهر أكثر تنوعاً، وحتى إيجابياً في بعض الأحيان. هذا يشير إلى أن هناك عوامل حديثة تلعب دوراً أكبر في تحديد مسار الأسعار في سبتمبر، مثل التغيرات في أنماط التداول والاستراتيجيات التي يتبعها المستثمرون خلال الصيف. كذلك، أي تحرك من مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة أو تصاعد جديد في التوترات الجيوسياسية قد يعكس هذا الاتجاه التاريخي ويؤدي إلى زيادة في أسعار الذهب بدلاً من انخفاضها.

ما القادم؟

الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار أسعار الذهب. مع اقتراب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في منتصف سبتمبر، يمكن أن تتغير توجهات السوق بناءً على تصريحات جيروم باول بخصوص أسعار الفائدة. إذا أشار المجلس إلى خفض كبير في أسعار الفائدة، فقد يعزز ذلك من أسعار الذهب رغم التوقعات السلبية لشهر سبتمبر.

من جهة أخرى، يجب مراقبة تطورات الاقتصاد الأمريكي، خصوصاً بيانات البطالة ومؤشرات التضخم، التي قد تؤثر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي وبالتالي على توجهات المستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي تصعيد في الأزمات الجيوسياسية، خاصة في الشرق الأوسط أو بين القوى الكبرى، يمكن أن يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن، مما قد يكسر النمط التاريخي لانخفاض الذهب في هذا الشهر.

في المقابل، إذا استمر الدولار في قوته الحالية وزادت العوائد على السندات، فقد يستمر الضغط على الذهب، مما يعزز من احتمالية تراجع الأسعار في سبتمبر.