مصر تتفوق على أوروبا في مناقصات الغاز المسال
مصر تتفوق على أوروبا في مناقصات الغاز المسال

السباق على الغاز: مصر تتفوق على أوروبا في مناقصات الغاز المسال

ماذا حدث؟

شهدت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية ارتفاعًا كبيرًا بعدما أعلنت الهيئة العامة للبترول في مصر عن مناقصة جديدة لشراء 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال بأسعار تفوق الأسعار الأوروبية. جاء هذا الحدث في وقت يتسم بمنافسة شديدة على إمدادات الغاز عالميًا، مع اقتراب فصل الشتاء، وزيادة الطلب على الطاقة. هذا الارتفاع المفاجئ في أسعار الغاز الأوروبية بنسبة وصلت إلى 2.8% عند الإغلاق،  يأتي في ظل تصاعد المنافسة بين أوروبا ودول أخرى، مثل مصر وآسيا، للحصول على إمدادات الغاز قبل بداية موسم الشتاء.


لماذا هذا مهم؟

• هذه المناقصة تعكس التحديات المتزايدة التي تواجه أوروبا في تأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي وسط منافسة شديدة على الموارد، مما يثير مخاوف من احتمال نقص الإمدادات أو زيادات أكبر في الأسعار مع اقتراب الشتاء.
• المنافسة العالمية، خاصة بين أوروبا ومصر وآسيا، تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط على الأسواق الأوروبية بسبب تقلبات الأسعار الناجمة عن استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية، وما تبعها من تعطيلات لإمدادات الغاز الروسي لأوروبا.


ما وراء العنوان

• في السنوات الأخيرة، ارتفعت مكانة مصر كمصدر رئيسي للغاز المسال بفضل اكتشاف حقل “ظُهر” العملاق، الذي مكّن مصر من تلبية احتياجاتها الداخلية وتصدير الغاز إلى أوروبا. لكن مع تزايد الطلب المحلي على الطاقة وتراجع الإنتاج في حقول الغاز، تجد مصر نفسها الآن مضطرة إلى تقليص صادراتها بشكل حاد.
• في 2023، سجلت مصر أعلى درجات حرارة، ما أدى إلى زيادة كبيرة في استهلاك الكهرباء وفرضت انقطاعات مستمرة، الأمر الذي أجبر الحكومة على وقف تصدير الغاز وتحويل الموارد لتلبية الطلب المحلي. هذه الانقطاعات قد تستمر في التفاقم إذا لم تُحل أزمة الكهرباء.


التأثيرات المحتملة

• الارتفاع الأخير في أسعار الغاز الأوروبية يعكس هشاشة الإمدادات في السوق الأوروبية، التي تعاني بالفعل من تقلبات نتيجة الأوضاع الجيوسياسية العالمية. ومن المحتمل أن يؤدي ارتفاع الأسعار إلى زيادة الضغط على الحكومات والشركات الأوروبية في تأمين احتياجاتها من الطاقة خلال الشتاء.
• من ناحية أخرى، قد يواجه الاقتصاد المصري تحديات أكبر مع استمرار ارتفاع استهلاك الغاز محليًا، مما قد يحد من قدرته على زيادة الصادرات أو تلبية احتياجات الأسواق الخارجية. هذا التحدي قد يضع مصر في موقف صعب بين تلبية احتياجاتها المحلية والاستفادة من الأسعار المرتفعة في السوق العالمية.
• السوق الأوروبية ستظل عرضة للصدمات المحتملة في الإمدادات، خاصة مع استمرار تأثير العوامل الخارجية مثل حالة الطقس في الولايات المتحدة وتأثير الأعاصير على منشآت تصدير الغاز.


ما القادم؟

من المتوقع أن تبقى أسعار الغاز العالمية متقلبة في الأشهر المقبلة مع اقتراب موسم الشتاء وزيادة الطلب على الطاقة. المنافسة على الإمدادات ستظل محتدمة بين أوروبا، مصر، والدول الآسيوية، مما قد يؤدي إلى زيادات إضافية في الأسعار.