تأثير اللوبيات على قرارات الرئيس الضريبية
تأثير اللوبيات على قرارات الرئيس الضريبية

تأثير اللوبيات على قرارات الرئيس الضريبية لدعم الأثرياء: تحليل السياسة والمال

رفع ضريبة الأرباح الرأسمالية: ماذا حدث؟

في الآونة الأخيرة، اقترحت نائبة الرئيس كامالا هاريس زيادة ضريبة الأرباح الرأسمالية إلى 28% للأفراد الذين يكسبون مليون دولار أو أكثر سنويًا، مقارنةً بالمعدل الحالي البالغ 20%. تهدف هذه الخطوة إلى ضمان أن الأثرياء والشركات الكبرى يدفعون نصيبهم العادل من الضرائب لدعم الاقتصاد المحلي والشركات الصغيرة.

صورة الكبيرة: أثر السياسات الضريبية التاريخية على الأغنياء

على مر التاريخ، اتبعت الولايات المتحدة سياسات ضريبية تدعم الأغنياء تحت ذريعة تحفيز الاقتصاد. إليك بعض الأمثلة البارزة:

  • رونالد ريغان (1981-1989): خفض الضريبة على الأغنياء من 70% إلى 28%، مع التركيز على تقليص ضريبة الأرباح الرأسمالية. بينما أدت هذه السياسات إلى تحفيز بعض قطاعات الاقتصاد، إلا أن الفجوة بين الأغنياء وبقية الفئات ازدادت.
  • جورج دبليو بوش (2001-2009): خفض ضريبة الأرباح الرأسمالية إلى 15%، بحجة تعزيز الاستثمار وخلق فرص العمل. ورغم هذه التخفيضات، تعرضت لانتقادات حادة حيث إنها كانت تصب في مصلحة الأغنياء على حساب الطبقة المتوسطة.
  • دونالد ترامب (2017): في ظل حكم ترامب، تم تخفيض ضرائب الشركات من 35% إلى 21%، مع تقديم استقطاعات جديدة للأثرياء. على الرغم من تحقيق وفورات ضريبية كبيرة، استثمرت الشركات معظم تلك الأموال في إعادة شراء الأسهم بدلاً من تحسين الأجور أو التوظيف.

قوة اللوبيات: تأثير اللوبيات على السياسة الضريبية

تلعب اللوبيات دورًا كبيرًا في توجيه السياسات الضريبية في الولايات المتحدة. شركات مثل أمازون وغوغل تستثمر ملايين الدولارات سنويًا للضغط على الكونغرس لخفض الضرائب ومنع أي زيادات قد تؤثر على أرباحها. إضافة إلى ذلك، يستخدم الأثرياء استراتيجيات قانونية معقدة لتجنب أو تأجيل دفع الضرائب عبر مستشارين قانونيين وماليين، مما يزيد من تأثر النظام الضريبي.

الرابحون والخاسرون: كيف تؤثر زيادة الضرائب على المستثمرين؟

مع زيادة الضرائب المقترحة، هناك فئات من الرابحين والخاسرين في سوق الأسهم:

الرابحون:

  1. المستثمرون قصيرو الأجل: هؤلاء الذين يقومون بعمليات تداول مستمرة على فترات قصيرة قد لا يتأثرون بشكل كبير، حيث تُعامل أرباحهم قصيرة الأجل كدخل عادي يُفرض عليه ضريبة دخل أعلى من ضريبة الأرباح الرأسمالية.
  2. مستثمرو الأسهم ذات توزيعات الأرباح: المستثمرون في الشركات التي توزع أرباحًا نقدية قد لا يتأثرون بزيادة الضرائب، حيث تخضع هذه التوزيعات لضريبة مختلفة عن الأرباح الرأسمالية.

الخاسرون:

  1. مستثمرو الأسهم طويلة الأجل: المستثمرون الذين يحتفظون بالأسهم على مدى سنوات قد يتضررون من زيادة الضريبة، حيث ترتفع نسبة الضرائب على مكاسبهم من 20% إلى 28%.
  2. الشركات التي تعتمد على إعادة شراء الأسهم: تخطط الحكومة لزيادة الضرائب على إعادة شراء الأسهم، مما قد يدفع الشركات الكبرى إلى تقليص هذه العمليات، مما قد يؤثر سلبًا على قيمة الأسهم وعوائد المساهمين.

تحديات تنفيذ السياسات الضريبية الجديدة

بالرغم من هذه التغييرات المقترحة، قد يتم تأخير تنفيذها أو تعديلها بسبب الضغط الكبير الذي تمارسه اللوبيات. الشركات الكبرى والأثرياء سيواصلون الضغط على الكونغرس لإجراء تعديلات أو تجنب هذه السياسات.

ما القادم في السياسات الضريبية؟

من المتوقع أن تستمر المناقشات حول زيادة الضرائب، حيث تسعى الأطراف المؤثرة للحفاظ على مصالحها. في حال تم تنفيذ هذه السياسات، قد نشهد تغييرات جذرية في الأسواق المالية، خاصة في قطاعات مثل التكنولوجيا والشركات الكبرى التي تعتمد على إعادة شراء الأسهم لتعزيز قيمتها.


بهذا التحليل، نلقي الضوء على العلاقة المعقدة بين السياسة والمال في الولايات المتحدة، وكيف يؤثر الضغط السياسي من اللوبيات على القرارات الضريبية التي تمس الجميع، بدءًا من الأثرياء وصولًا إلى المستثمرين العاديين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *