ماذا حدث؟
في الفترة الأخيرة، ارتفعت التوقعات بشكل مفاجئ حول قيام الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه بدلا من 25 نقطة أساس. هذا التحول في التوقعات كان مدفوعًا بتقارير تفيد بأن الفيدرالي قد يتخذ خطوة أكبر من المتوقع للتعامل مع التباطؤ الاقتصادي والضغوط التضخمية. في بداية الأسبوع، كانت احتمالات تخفيض الفائدة بهذا الحجم ضئيلة، لكن مع زيادة التوقعات، تفاعل السوق بشكل كبير، حيث ارتفعت السندات الحكومية، وتراجعت قيمة الدولار، وحققت الأسهم مكاسب ملحوظة.
الصورة الكبيرة
الاحتياطي الفيدرالي يجد نفسه في موقف صعب، حيث يتعين عليه اتخاذ قرار حاسم بين تخفيض الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس. على مدار الأشهر الماضية، شهدت الأسواق تباطؤًا في التضخم وانخفاضًا في بعض المؤشرات الاقتصادية، مثل انخفاض عدد الوظائف المتاحة. ومع اقتراب التضخم من هدف الفيدرالي البالغ 2%، بدأت بعض الأصوات في وول ستريت تضغط من أجل تخفيض أكبر للفائدة لتسريع الانتعاش الاقتصادي أو تفادي سيناريو الركود من الأساس.
ومع ذلك، فإن تخفيض الفائدة بهذا الحجم يحمل بعض المخاطر. الاقتصاد الأمريكي لا يزال يظهر بعض القوة في مجالات مثل سوق العمل والإنفاق الاستهلاكي، مما قد يجعل التخفيض الكبير يبدو غير مبرر. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لهذه الخطوة تأثيرات سلبية على الثقة العامة، حيث قد يفسر المستثمرون أن الاحتياطي الفيدرالي يتصرف استجابة لتهديدات أكبر مما تبدو عليه البيانات الاقتصادية.
الرابحون والخاسرون
- من الرابحون:
الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد بشكل كبير على القروض ستكون من أكبر المستفيدين من تخفيض الفائدة، حيث أن التخفيف في أعباء الديون سيزيد من سيولتها ويخفف تكاليف الاستدانة. على سبيل المثال، شركات Russell 2000، التي تتميز بارتفاع نسب الدين مقارنة بالشركات الكبيرة مثل تلك المدرجة في S&P 500، قد تشهد ازدهارًا نتيجة لانخفاض تكاليف الاقتراض. أيضًا، القطاعات الاقتصادية الحساسة مثل العقارات والصناعات قد تشهد تحسنًا في الأداء مع تخفيف الضغوط المالية عليها. - من الخاسرون:
الشركات التقنية الكبرى التي كانت المستفيد الأكبر من صعود السوق خلال الأشهر الماضية قد تواجه تباطؤًا في المكاسب. هذا التباطؤ يمكن أن يكون نتيجة لتحول المستثمرين نحو القطاعات الأكثر حساسية للفائدة. كما أن الدولار قد يتراجع أكثر، مما قد يؤثر سلبًا على الشركات التي تعتمد على الواردات أو الأعمال في الأسواق الدولية.
ولكن
رغم أن التوقعات تشير إلى أن تخفيض نصف نقطة قد يكون الخطوة التالية، فإن هذه الخطوة ليست مضمونة. الفيدرالي قد يواجه ضغوطًا من أجل اتخاذ نهج أكثر حذراً، خاصة وأن التضخم لم ينخفض بشكل كبير بما يكفي لتبرير تحرك جذري. إضافةً إلى ذلك، قد تكون هناك مخاوف من أن خطوة بهذا الحجم قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الأسواق، حيث ستُطرح تساؤلات حول ما إذا كان الفيدرالي يعرف معلومات مقلقة غير معلنة للجمهور.
ما القادم؟
ستظل الأنظار موجهة إلى اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم، حيث سيحدد القرار بين تخفيض الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس مسار الأسواق في الفترة المقبلة. إذا تم اتخاذ القرار بتخفيض نصف نقطة، فقد نشهد ارتفاعًا قويًا في الأسهم الصغيرة والشركات المثقلة بالديون. لكن في حال التوجه نحو تخفيض أقل، قد تبقى الأسواق في حالة ترقب حتى تتضح الصورة بشكل أكبر حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي.
قد يهمك أيضاً: سبتمبر والذهب (تحليل للاتجاهات التاريخية وتوقعات المستقبل).