الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم 45% على السيارات الكهربائية الصينية
الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم 45% على السيارات الكهربائية الصينية

الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم 45% على السيارات الكهربائية الصينية

ماذا حدث؟

الاتحاد الأوروبي يخطط لإجراء تصويت في 25 سبتمبر 2024 حول فرض تعريفات جمركية جديدة على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، بنسبة تصل إلى 45%. هذا القرار يأتي بعد اتهامات الاتحاد الأوروبي للصين بتقديم دعم مالي كبير لشركاتها المصنعة للسيارات، مما يسمح لها بتصدير سيارات بأسعار مخفضة إلى السوق الأوروبية. هذه التعريفات تستهدف شركات صينية كبيرة مثل BYD وGeely، وكذلك تسلا التي تصدر سيارات من مصنعها في شنغهاي.

الصورة الكبيرة

الجدل حول هذه التعريفات يتجاوز السيارات الكهربائية ليشمل العلاقة الاقتصادية بين أوروبا والصين بشكل عام. تزايدت واردات السيارات الكهربائية من الصين بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مع تزايد حصة السوق لهذه السيارات في أوروبا. تدعم الحكومة الصينية هذه الصناعة بشكل كبير من خلال الإعانات التي تسمح للشركات بتقديم أسعار أقل من نظيراتها الأوروبية. هذه المنافسة الشديدة تشكل تحديًا كبيرًا لمصنعي السيارات الأوروبيين الذين يواجهون صعوبة في الحفاظ على حصتهم في السوق.

الصين، من جانبها، تنكر الادعاءات الأوروبية وتعتبر هذه الخطوة تصرفًا “حمائيًا”. في محاولة للرد، فتحت الصين تحقيقات في بعض الصادرات الأوروبية مثل البراندي ومنتجات الألبان، مما زاد من تعقيد العلاقات التجارية بين الجانبين.

الرابحون والخاسرون

الرابحون:

  1. شركات تصنيع السيارات الأوروبية المؤيدة للحماية:
    • شركات السيارات الفرنسية: قد تستفيد شركات مثل رينو وبيجو من تقليل المنافسة، مما يسمح لها بزيادة حصتها في السوق وربما رفع الأسعار.
    • مصنعي السيارات الكهربائية الناشئين في أوروبا: قد يجد القادمون الجدد إلى سوق السيارات الكهربائية الأوروبية سهولة أكبر في تأسيس أنفسهم دون مواجهة أسعار تنافسية من المنافسين الصينيين.
  2. الدول التي تدعو إلى فرض التعريفات:
    • فرنسا: مؤيد قوي للتعريفات، تهدف إلى حماية الصناعات والوظائف المحلية.
    • دول أعضاء أخرى في الاتحاد الأوروبي قلقة من المنافسة الصينية: الدول التي تخشى تأثير الواردات الصينية الرخيصة على صناعاتها المحلية قد ترى التعريفات كإجراء وقائي.
  3. مصنعي السيارات الكهربائية غير الصينيين:
    • شركات السيارات الكورية الجنوبية واليابانية: قد تكسب شركات مثل هيونداي، كيا، تويوتا، ونيسان ميزة تنافسية في السوق الأوروبية بسبب تقليل المنافسة من السيارات الكهربائية الصينية.
    • عمليات تسلا في أوروبا: قد تركز تسلا أكثر على مصانعها الأوروبية لتجنب التعريفات على الواردات من مصنعها في شنغهاي.
  4. شركات سلسلة التوريد الأوروبية:
    • الموردون المحليون: مع احتمالية زيادة الإنتاج من قبل شركات السيارات الأوروبية، قد يشهد موردو القطع المحليون زيادة في الطلب.

الخاسرون:

  1. مصنعي السيارات الكهربائية الصينيين:
    • BYD، جيلي، SAIC موتور كورب: ستواجه هذه الشركات حواجز كبيرة في السوق الأوروبية، مما يقلل من حجم صادراتها وإيراداتها.
    • صادرات تسلا من شنغهاي: قد تجعل رسوم إضافية تقارب 8% من الصعب على صادرات مصنع تسلا في شنغهاي المنافسة في أوروبا.
  2. المستهلكون الأوروبيون:
    • ارتفاع الأسعار: قد يؤدي تقليل المنافسة إلى ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية في أوروبا.
    • تنوع أقل: قد يكون لدى المستهلكين خيارات أقل إذا أصبحت النماذج الصينية مكلفة للغاية بسبب التعريفات.
  3. شركات السيارات الأوروبية ذات العلاقات الصينية:
    • شركات السيارات الألمانية: قد تواجه شركات مثل فولكس فاجن، بي إم دبليو، ومرسيدس-بنز إجراءات انتقامية في الصين، أكبر أسواقها خارج أوروبا.
    • صناعة السيارات في إسبانيا: قد تجد إسبانيا، التي تسعى إلى الاستثمار الصيني في قطاع السيارات الكهربائية الخاص بها، صعوبة أكبر في جذب الشراكات.
  4. الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المعارضة للتعريفات:
    • ألمانيا وإسبانيا: تخشى هذه الدول من أن التعريفات قد تشعل حربًا تجارية، مما يضر باقتصاداتها وصناعات السيارات الخاصة بها.
  5. قطاعات أوروبية أخرى:
    • قطاعات الزراعة والسلع الفاخرة: قد تؤدي ردود الفعل الصينية التي تستهدف الصادرات الأوروبية مثل البراندي، ومنتجات الألبان، ولحم الخنزير إلى إلحاق الضرر بهذه الصناعات.
    • اضطرابات سلسلة التوريد: قد تؤدي حرب تجارية إلى اضطرابات أوسع تؤثر على مختلف القطاعات التي تعتمد على علاقات تجارية سلسة.
  6. سلسلة التوريد العالمية للسيارات:
    • زيادة التكاليف والتأخيرات: قد تؤدي التعريفات والإجراءات الانتقامية إلى تعطيل سلسلة التوريد العالمية، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والتأخيرات.
  7. صناعة السيارات الكهربائية المحلية في الصين:
    • مشاكل فائض الطاقة الإنتاجية: مع تقليل الوصول إلى السوق الأوروبية، قد تكافح الشركات المصنعة الصينية لمعالجة فائض الطاقة الإنتاجية، مما يزيد من حدة حروب الأسعار المحلية.

ولكن

رغم أن التعريفات قد توفر حماية مؤقتة لصناعة السيارات الأوروبية، إلا أن هناك مخاطر كبيرة تتمثل في تدهور العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين. الصين أبدت استعدادها لاتخاذ إجراءات مضادة قد تؤثر على صادرات أخرى من أوروبا، خاصة تلك المتعلقة بالمنتجات الزراعية مثل الألبان والبراندي. كما أن هذه التعريفات قد تؤدي إلى زيادة التكاليف على المستهلكين الأوروبيين الذين يعتمدون بشكل متزايد على السيارات الكهربائية الصينية ذات الأسعار التنافسية.

ما القادم؟

مع اقتراب موعد التصويت في 25 سبتمبر، من المحتمل أن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من التوترات التجارية والمفاوضات بين الجانبين. إذا تمت الموافقة على التعريفات، ستدخل حيز التنفيذ في نوفمبر 2024. ومع ذلك، سيستمر الطرفان في البحث عن حلول وسط لتجنب تصعيد النزاع إلى حرب تجارية شاملة. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، قد نشهد تأثيرًا كبيرًا على صناعة السيارات الكهربائية العالمية، مع احتمالية حدوث تغييرات في سلاسل التوريد وتكاليف الإنتاج في أوروبا.

السيارات الكهربائية أصبحت ساحة معركة بين القوى العظمى؟!، تعرف الأن علي (الانتقام والانتقام المضاد… كيف أصبحت السيارات الكهربائية ساحة معركة بين القوى العظمى؟).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *