في عام 2021، أعلنت شركة Sequoia Capital (الصندوق الأميركي العملاق لرأس المال المغامر وبأصول تفوق الـ 85 مليار دولار) عن أول استثمار لها في مصر، مما شكل لحظة فارقة في تاريخ الاستثمارات الأجنبية في المنطقة. استثمرت Sequoia Capital في تطبيق البنوك الرقمية المصري Telda، والذي تمكن من جمع 5 ملايين دولار أمريكي في جولة تمويل ما قبل التأسيس. هذا الاستثمار، الذي شاركت فيه أيضًا Global Founders Capital وClass 5 Global، لم يكن فقط الأول لشركة Sequoia في مصر، بل كان أيضًا أول استثمار لها في شمال إفريقيا ومنطقة الخليج. هذا الإعلان سلط الضوء على الجاذبية المتزايدة للسوق المصري أمام صناديق الاستثمار العالمية.
أسباب نجاح ريادة الأعمال في مصر
1. نمو بيئة الأعمال بدعم من المواهب الشابة
تعتبر مصر موطنًا لعدد كبير من الشباب الديناميكيين، حيث يشكل الأشخاص دون سن الثلاثين أكثر من 60% من السكان. هذه الميزة الديموغرافية ساهمت بشكل كبير في صعود الشركات الناشئة، خاصة في القطاعات التكنولوجية، حيث يقوم الشباب بتطوير حلول تواكب التحديات المحلية والعالمية. كما أن انتشار الحاضنات ومسرعات الأعمال والمساحات المشتركة في القاهرة ومدن أخرى ساعد في دعم رواد الأعمال وتوفير الموارد اللازمة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع تجارية ناجحة.
2. الموقع الجغرافي الاستراتيجي
موقع مصر الاستراتيجي كجسر بين إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا أضفى قيمة كبيرة على الشركات الناشئة. هذا الموقع الفريد يمكن الشركات المصرية من الوصول بسهولة إلى أسواق متعددة، مما يوفر قاعدة عملاء واسعة وفرصًا متنوعة للتوسع. لصناديق الاستثمار العالمية، يعد هذا الموقع عاملًا جذابًا للاستثمار في شركات ذات إمكانيات توسع إقليمي وعالمي.
3. التركيز على التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي
تعتبر التكنولوجيا المالية واحدة من القطاعات البارزة في مشهد الشركات الناشئة في مصر. مع وجود عدد كبير من السكان غير المتعاملين مع البنوك وزيادة الطلب على الخدمات المالية الرقمية، ظهرت شركات التكنولوجيا المالية كقوة دافعة نحو الشمول المالي والتحول الرقمي. نجاح هذه الشركات مثل “فوري” و”باي موب” و”موني فيلوز” جذب استثمارات كبيرة من صناديق عالمية، مما يعزز مكانة مصر كسوق واعدة في هذا المجال.
4. تأثير جائحة كوفيد-19
رغم التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19، كانت هذه الفترة دافعًا قويًا للتحول الرقمي في مصر. الانتقال المفاجئ إلى الخدمات عبر الإنترنت والعمل عن بُعد خلق طلبًا متزايدًا على الحلول الرقمية، مما أدى إلى ازدهار قطاعات مثل التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا التعليمية والرعاية الصحية الرقمية. الشركات الناشئة التي تمكنت من التكيف بسرعة مع هذه التغيرات نجحت في جذب انتباه صناديق الاستثمار العالمية.
5. الاعتراف العالمي من أشهر أسباب نجاح ريادة الأعمال في مصر
مع استمرار نجاح الشركات الناشئة المصرية على المستوى العالمي، بدأت هذه الشركات تحظى بتقدير واعتراف عالميين، مما يزيد من جاذبيتها لصناديق الاستثمار. شركات مثل “سويفل”، التي توسعت دوليًا وجمعت تمويلات كبيرة من مستثمرين بارزين، تمثل قصص نجاح تلهم المزيد من صناديق الاستثمار للالتفات إلى فرص الاستثمار في مصر.
رائد الأعمال المصري علي رادار صناديق الاستثمار العالمية!
إن صعود الشركات الناشئة المصرية يعكس الروح الريادية والابتكارية في مصر. من خلال الاستفادة من الشباب الموهوبين، والموقع الجغرافي المميز، والتركيز على التحول الرقمي، نجحت الشركات الناشئة المصرية في جذب انتباه صناديق الاستثمار العالمية. ومع استمرار تدفق الاستثمارات الدولية إلى السوق المصري.